وكذلك يقول متمثلهم: إياك أعني واسمعي يا جارة (?)، ومثل هذا قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ} [الأحزاب: 1] الآية، الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد بالوصية والعظة المؤمنون، يدل علي ذلك قوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [الأحزاب: 2] ولم يقل بما تعمل.
وقال أبو إسحاق: إن الله -عز وجل- يخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - وذلك الخطاب شامل للخلق، والمعنى فإن كنتم في شك فاسألوا (?)، والدليل علي ذلك قوله في آخر السورة: {إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ} [يونس: 104] الآية، فَأعْلَم الله أن نبيه ليس في شك، وأمره أن يتلو عليهم ذلك، وهذا أحسن الأقوال. انتهى كلامه (?)، وهذا (?) الذي ذكرنا مذهب ابن عباس (?)، والحسن (?)، وأكثر أهل التأويل (?).
قال ابن عباس في هذه الآية: لم يرد النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه لم يشك في الله، ولا فيما أوحى إليه، ولكن يريد من آمن به وصدقه، أمرهم أن يسألوا لئلا ينافقوا كما شك المنافقون.