وقرأ أبو عمرو (آلسحر) بالاستفهام (?) و (ما) على هذه القراءة استفهام يرتفع بالابتداء، و {جِئْتُمْ بِهِ} في موضع الخبر كأن قيل: أي شيء جئتم به؟ ثم قال على وجه التقرير والتوبيخ (آلسحر)؟ كقوله تعالى: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ} [المائدة: 116] ونحوه كثير، و (آلسحر) بدل من المبتدأ، ولزم أن يلحقه الاستفهام ليساوي المبدل منه في أنه استفهام، كما تقول: كم مالك؟ أعشرون أم ثلاثون؟ فجعلت (أعشرون) بدل من كم، ولا يلزم أن يضمر للسحر خبر؛ لأنك (?) إذا أبدلته من المبتدأ صار في موضعه، وصار ما كان خبرًا لما أبدلت (?) منه في موضع خبر البدل (?).
وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ} سيهلكه ويظهر فضيحة صاحبه، {إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} أي: لا يجعله ينفعهم؛ لأن معنى إصلاح العمل تقويمه على ما ينفع بدلا بما يضر.
82 - قوله تعالى: {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ} معنى إحقاق الحق: إظهاره وتمكينه بالدلائل الواضحة والآيات البينة حتى يرجع الطاعن عليه حسيرًا، والمناصب (?) له مغلوبًا، وهذا معنى (?) قول ابن عباس في هذه الآية: