فأضمر (هو سحر) بعد القول؛ لأن الكلام المحكي يصلح إضماره إذا ظهر ما يدل عليه، والإضمار مع القول أمكن منه مع غيره، والدليل على المضمر قوله: {أَسِحْرٌ هَذَا} قال الشاعر (?):
قلنا لهم وقالوا ... وكل له (?) مقال
فأضمر المحكي مع القول ثقة بعلم المخاطب به ولم يذكر أَيش (?) قالوا، وأَيش قيل لهم.
وقال أبو إسحاق: قوله: {أَسِحْرٌ هَذَا} هو تقرير لقوله: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ} ثم قررهم فقال (?): {أَسِحْرٌ هَذَا} (?)، وهذا من كلامه (?) يدل على أنه اختار الوجه الثالث من الأوجه التي ذكرها الفراء، وهو أنه جعل قوله: {أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ} صلة.
وقوله تعالى: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ} قال (?): المفلح الذي يفوز بإرادته (?)، أي: فكيف يكون هذا سحرًا، وقد أفلح الذي أتى به، أي فاز وفلح (?) في حجته.