مقامًا وإقامة، والمقام -بفتح الميم-: الموضع الذي تقوم (?) فيه، وأراد بالمقام هاهنا لبثه ومكثه فيهم، وقوله تعالى: {وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ}، قال ابن عباس: يريد وعظي وتخويفي إياكم عقوبة الله ونقمته (?).
وقوله تعالى: {فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ} جواب الشرط، مع أن شأنه التوكل كيف تصرفت حاله؛ ليبين أنه متوكل في هذا على التفصيل، لِمَا (?) في إعلامه قومه ذلك من زجرهم عنه؛ لأن الله -جل وعز- يكفيه أمرهم (?).
وقال ابن الأنباري: معنى الآية: إن كان عظم عليكم كوني بين أظهركم (?)، ولم تحبوا نصرتي فإني أتوكل على من ينصرني ويمنع عني (?)، فأدى قوله: {فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ} عن هذا المعنى، وقال صاحب النظم: ليس هذا جوابًا للشرط؛ لأنه ليس بِطِبْق له ولا بِلِفْق، وجوابه قوله: {فَأَجْمِعُوا}، وهذا كلام اعترض بين الشرط وجوابه، كما تقول في الكلام: إن كنت أنكرت عليّ شيئًا فالله حسبي فأعمل ما تريد (?).
وقوله تعالى: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ}، قال الفراء: الإجماع: الإعداد، والعزيمة على الأمر.