واجبة بهذه الحال.
وإذا كان كان آخر الكلام منقطعًا من الأول لم يؤد (?) إلى هذا النوع من الفساد، فكأنه قال: لا يعزب عنه شيء في السماء ولا في الأرض لا صغيرًا ولا كبيرًا، وانقطع الكلام هاهنا ثم استأنف خبرًا آخر بقوله: {إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [أي: وهو أيضًا في كتاب مبين] (?)، والعرب تضع (إلا) موضع واو النسق كثيراً على معنى الابتداء، كقوله تعالى: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ} [النمل: 10، 11] يعني ومن ظلم، وقوله: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا} (?) [البقرة: 150] يعني: والذين ظلموا (?). وهذا مذهب أبي عبيدة في تلك الآية (?)، وقد ذكرنا في سورة البقرة ما احتج به من الأبيات (?)، فقد ثبت أن (إلا) بمعنى واو النسق تستعمل، فقوله: {إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} معنى (إلا) هاهنا: واو النسق، وأضمر بعده (هو)، والعرب تضمر