التفسير البسيط (صفحة 6242)

هذا الشفاء وهذه الموعظة بفضل الله، خذف الاسم وأبقى خبره) (?).

ومعنى الإضافة في قوله: {بِفَضْلِ اللَّهِ}، قال بعض أهل المعاني: الفضل هاهنا موضع الإفضال، كما أن النبات في موضع الإنبات في قوله: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح: 17]، والمعنى بإفضال الله (?)، ويجوز أن تكون الإضافة بمعنى الملك، كما يضاف العبد إلى الله بمعنى أن مالك له.

وقوله تعالى: {وَبِرَحْمَتِهِ} أعاد الجار على الأصل كقوله (?):

يا دار عفراء ودار البَخْدَنِ

وكقولهم: مررت بأخيك وبأبيك، وهذا مما سبق بيانه قديمًا، ومعنى الآية على ما ذكرنا: جاءتكم هذه الموعظة وهذا الشفاء -ويعني به القرآن- بإفضال الله عليكم، وإرادته الخير بكم، ثم قال: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} أشار بذلك إلى القرآن؛ لأن المراد بالموعظة والشفاء القرآن، فترك اللفظ وأشار إلى المعنى. وقال ابن الأنباري: (ذلك) إشارة إلى معنى الفضل والرحمة، تلخيصه: بذلك التطول (?) فليفرحوا (?).

قال أبو علي: الجار في قوله {فَبِذَلِكَ} متعلق بـ (ليفرحوا)؛ لأن هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015