التفسير البسيط (صفحة 6226)

أو يكون أعمل الفعل الذي دلّ عليه (يتعارفون)؛ ألا ترى أنه دل علي يستعلمون ويتعرفون، وتعرّفوا مدة اللبث هاهنا، كما تعّرفوها (?) [في قوله: {كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ} [المؤمنون: 112] الآية، والآخر في التعارف: بما جاء في قوله: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ] (?) يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ} [الصافات: 50، 51]، وقال في موضع آخر {قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا} (?) [الطور: 26] الآية، وتعرّفهم يكون على أحد هذين الوجهين (?)، وذكر (?) تقدير الآية فقال: يحتمل قوله: {كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا} ثلاثة أوجه:

أحدها: أن يكون صفة لليوم، ويكون التقدير: كأن لم يلبثوا قبله إلا ساعة، فحذفت الكلمة لدلالة المعنى علمها، ومثله قوله: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} [الطلاق: 2] أي أمسكوهن قبله، وكذلك قوله: {فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ} [البقرة: 226] أي قبل انقضاء الأربعة الأشهر، ويجوز أن يكون على هذا التقدير حذف (قبل) الذي هو مضاف إلى الهاء، وأقيم المضاف إليه مقامه ثم حذفت الهاء من الصفة، كقولك: الناس رجلان رجل أكرمت ورجل أهنت، ومثل هذا قوله: {تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ} [الشورى: 22] والتقدير: وجزاؤه واقع بهم، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015