التفسير البسيط (صفحة 6193)

وقوله تعالى: {أَنْتُمْ} مبتدأ {وَشُرَكَاؤُكُمْ} عطف عليه، والخبر في قوله: {مَكَانَكُمْ} على ما ذكرنا من التقدير كأنه قيل: ثم نقول أنتم وشركاؤكم انتظروا مكانكم، واثبتوا وقفوا والزموا مكانكم، ومعنى {شُرَكَاؤُكُمْ} أي: الذين جعلتموهم شركاء في العبادة وفي أموالكم من الأوثان، كما قالوا: {هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا} [الأنعام: 136].

وقوله تعالى: {فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} جاء هذا على لفظ المضي بعد قوله {ثُمَّ نَقُولُ} وهو منتظر؛ لأن الكائن (?) يومًا في علم الله تعالى وقدره كالكائن الراهن (?) الآن، وذكرنا نظير هذا في قوله: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} (?) [الأعراف: 44]. ومعنى (زيلنا) فرقنا وميزنا، ومنه قوله الفرزدق:

أنت الفداء لذكر عام لم يكن ... نحسًا ولا بين الأحبة زيلا (?)

وأنشد المبرد فقال (?):

سائل مجاور جَرْم هل جنيت لهم ... حربًا تُزيّل بين الجيرة الخُلُطِ (?)

قال أبو إسحاق: هو (?) من قولك [زلت الشيء عن مكانه أزيله،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015