التفسير البسيط (صفحة 6174)

قال أبو إسحاق: {مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} تقرأ بالرفع وبالنصب (?)، فالرفع من جهتين: أحدهما: أن يكون {مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} خبرًا لقوله: {بَغْيُكُمْ}، ويجوز أن يكون خبر الابتداء {عَلَى أَنْفُسِكُمْ} ويكون {مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} رفعا على إضمار (هو) ومعنى الكلام: إن ما تنالونه بهذا الفساد والبغي إنما تتمتعون به في الحياة الدنيا {ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ}، ومن نصب فعلى المصدر، المعنى: [تمتعون متاع الحياة] (?) الدنيا؛ لأن قوله: {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ} يدل على أنهم يتمتعون (?).

وزاد أبو علي الفارسي بيانًا فقال: قوله: {عَلَى أَنْفُسِكُمْ} يحتمل تاويلين؛ أحدهما: أن يكون متعلقًا بالمصدر؛ لأن فعله متعد بهذا الحرف يدل على ذلك قوله: {ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ} [الحج: 60]، وقوله تعالى: {بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ} [ص: 22]، فإذا جعلت الجار من صلة المصدر كان الخبر {مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [والمعنى: ما ذكرنا أن بغي بعضكم على بعض متاع] (?) في الدنيا (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015