ينبغي أن يقاتل أهل كل ثغر الذين يلونهم، وفيه فوائد: خفة المؤنة على بيت المال بقرب الطريق، وأن كل طائفة من المسلمين أهدى إلى مكايد من يليهم وإلى عوراتهم؛ ولأن المسلمين إذا تباعدوا وخلفوا بالقرب منهم طائفة من المشركين لم يأمنوا أن يهجموا على ذراريهم فتوجل لذلك قلوب الغزاة.
قوله تعالى: {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}، قال الزجاج: فيها ثلاث لغات: فتح الغين وضمها وكسرها (?)، قال ابن عباس: يريد شجاعة (?)، وقال مجاهد: شدة (?)، وقال الحسن: صبرًا منكم على الجهاد (?)، وقال الضحاك: عنفًا (?).
وقال أهل المعاني: الغلظة ضد الرقة وهي الشدة في إحلال النقمة، وذلك أدل على البصيرة في الإيمان، وأزجر عن الكفر باللهِ، وأهيب لأعداء الله، وهذا مثل قوله تعالى: {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التحريم: 9]، وقوله تعالى في صفة الصحابة: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} [الفتح:]، وقوله: {أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة:54].
ويخرج الكلام في هذه الآية على الأمر بالوجود، وإنما هو بالغلظة كانه قيل: اغلظوا عليهم بحيث يجدون ذلك.
وقوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}، قال أبو إسحاق: أي أن