التفسير البسيط (صفحة 6099)

وقوله تعالى: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ}، قال صاحب النظم: قول: {وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ} معرفة منهم بالذنب وإضمار للتوبة وطلب لها، والله -عز وجل- يقبل النية الصالحة، فلما كان هذا نيتهم أضمر الله -عز وجل- في الكلام أنه قبل ذلك منهم ورحمهم، ثم نسق بـ (ثم) على هذا الإضمار، على تأويل: حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وعلموا (?) ألا ملجأ من الله إلا إليه رحمهم، ثم تاب عليهم) انتهى كلامه، وقوله: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ} إعادة للتوكيد؛ لأن ذكر التوبة على هؤلاء قد مضى في قوله: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا}، قال ابن عباس: (يريد: ازداد لهم رضا وعصمة) (?)، وقد ذكرنا نظير هذا في الآية الأولى.

ومعنى: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} أي لطف لهم (?) في التوبة ووفقهم لها، وهذا دليل على أنه ما (?) لم يرد الله تعالى توبة العبد ولم يوفقه لها لا يمكنه ذلك.

وقال ابن الأنباري: (معناه: ثم تاب عليهم ليدوموا على التوبة، ولا يراجعوا ما يبطلها، قال: ويجوز أن يكون المعنى: ثم تاب عليهم لينتفعوا بالتوبة (?) ويتوفر عليهم ثوابها، وهذان لا يقعان إلا بعد توبة الله عليهم) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015