قال: والأصل في هذا: قول الله عز وجل: {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ} [البقرة: 261]، وقال عليه السلام "الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة" (?) فلما ذكر الله تعالى ورسوله هذا العدد في موضع التضعيف صار أصلاً فيه، فقوله: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً} من باب التكثير والتضعيف لا من باب حصر العدد، ولم يرد الله أنه (?) إن زاد على السبعين غفر لهم، ولكن المعنى: إن استكثرت من الدعاء بالاستغفار للمنافقين لم يغفر الله لهم (?).
هذا الذي ذكرنا في هذه الآية مذهب أهل اللغة وأصحاب المعاني (?)، وأما المفسرون فإنهم أجروا الآية على ظاهرها، فقالوا: إن قوله: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} تخيير، وقوله: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً} حصر بهذا العدد (?)، ورووا في هذا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يوافق هذا