وقوله تعالى: {فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ}، قال: (يريد: بنصيبهم في الدنيا) (?)، قال الفراء: (يقول رضوا بنصيبهم في الدنيا من (?) أنصبائهم (?) في الآخرة) (?)، وقوله تعالى: {فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ} يعني: أن هؤلاء استمتعوا بنصيبهم من الخير العاجل، وباعوا بذلك الخير الآجل فهلكوا بشر استبدال، وقال الفراء: (أي أردتم ما أراد الذين من قبلكم) (?).
وقوله تعالى: {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا}، قال: يريد: كخوضهم الذي خاضوا (?)، فـ (الذي) صفة مصدر محذوف، دل عليه الفعل، قال ابن عباس: (يريد في الطعن علي أنبيائهم)، وقال أهل المعاني: (يعني في كل باطل؛ لأن الخوض الدخول فيما يؤدي إلى تلويث صاحبه).
وقوله تعالى: {أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} أي: بطلت حسناتهم في الدنيا بأنها لا تقبل منهم، وفي الآخرة بأنهم لا (?) يثابون عليها، وقوله تعالى: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}، قال عطاء عن ابن عباس: (يريد في الدنيا مقتهم المؤمنون، وفي الآخرة العذاب والخزي) (?)، ويروى عنه: الخاسرون أنفسهم ومنازلهم وخدمهم في الجنة، وورثها المؤمنون) (?).