وقوله تعالى: {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ}، قال ابن (?) إسحاق: أي: لا يقاتلون على بينة (?) ولا حق ولا معرفة (?)، وقال المفسرون (?): معنى قول: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} أي: من أجل أن المشركين قوم يقاتلون علي غير احتساب، ولا طلب ثواب؛ فهم لا يثبتون إذا صدقتموهم القتال خشية أن (?) يقتلوا، وقال أهل المعاني: معنى {لَا يَفْقَهُونَ} أي هم على جهالة، خلاف من يقاتل على بصيرة يرجو به ثواب الآخرة (?)، وقال ابن عباس والمفسرون: هذه الآية نسخها قوله: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ} الآية (?)، وقال الوالبي عن ابن عباس: في هذه الآية أمر الله الرجل من المؤمنين أن يقاتل عشرة من الكفار، فشق ذلك عليهم فرحمهم فقال: {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} الآية (?)، وقال عطاء عنه: لما نزلت هذه الآية ضج المهاجرون، وقالوا: يا رب نحن جياع وعدونا شباع، ونحن في غربة وعدونا في أهليهم، ونحن قد أخرجنا من ديارنا وأموالنا،