قال الزجاج: أي حتى لا يفتنوا (?) الناس فتنة كفر، ويدل على أن معنى {فِتْنَةٌ}: كفر: قوله: {وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (?).
قال أهل المعاني: وإنما كان الكفر فتنة لأنه يخلّص صاحبه بالفساد الذي ظهر منه ممن يجب أن يتولى على ظاهره (?)؛ إذ أصل الفتنة: تخليص الشيء من غيره، من قولهم: فتنتُ الذهب في النار: إذا خلصته من الغش الذي كان فيه (?).
وقوله تعالى: {وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}، قال ابن عباس: يريد: الدين الذي أرسلتَ به دينًا حنيفيًا (?)، وقال الربيع: ويكون التوحيد لله خالصًا ليس فيه شرك، ويُخلع ما دونه من الأنداد (?)، وقال ابن زيد: لا يكون مع دينكم كفر (?).