التفسير البسيط (صفحة 5500)

علم الله أنهم يصلحون بما يورده] (?) من حججه وآياته لأسمعهم إياها ولم يخلف (?) عنهم شيئًا منها.

وقال ابن جريج وابن زيد: لأسمعهم الحجج والمواعظ سماع تفهيم وتعليم، ولو أسمعهم بعد أن علم أن لا خير فيهم ما انتفعوا بذلك، ولتولوا وهم معرضون (?).

وقال ابن عباس في رواية عطاء: {لَأَسْمَعَهُمْ}: يريد: لهداهم (?).

{وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} رجع تبارك وتعالى إلى ما سبق في علمه وقضائه وقدره فأخبر بما كان قبل أن يكون، ومعنى قوله (?): (لهداهم) أي: لأسمعهم ما يهتدون به سماع تفهيم.

وشرح أبو علي الجرجاني هذا القول شرحًا شافيًا فقال: إن الله يعلم ما يكون، وما لا يكون، وما لا يكون لو كان كيف يكون، فتأويل قوله: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ} أي ليس فيهم خير فلا يسمعهم؛ لأنه جبلهم على ذلك، وهذا مثل قولك للرجل: لو علمت أنك تفهم لأخبرتك، أي: أنك لا تفهم، ثم قال: {وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ} -أي إسماع الإفهام الذي ينفع (?) ويجدي إذا كان في الإنسان خير، وكان سعيدًا- {لَتَوَلَّوْا} أيضًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015