التفسير البسيط (صفحة 5378)

وقوله تعالى (?): {وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ}. قال الفراء: (يريد: الآلهة أنها صور لا تبصر ولم يقل: وتراها لأن لها أجسامًا وعيونًا، والعرب تقول للرجل والقريب من الشيء: هو ينظر وهو لا يراه، والمنازل تتناظر إذا كان بعضها بإزاء بعض) (?)، فمعنى {يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ} هاهنا: يقابلونك، ونحو هذا قال ابن الأنباري (?) فقال: (المعنى: {وَتَرَاهُمْ} يقربون منك ويدنون وهم غير مبصرين)، وذكر وجهًا آخر فقال: (معنى: {وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ} يخيل إليك أنهم يبصرون وهم غير مبصرين) (?).

وشرح أبو علي الجرجاني هذه الوجه واختاره فقال: (قوله: {وَتَرَاهُمْ}، أي: تحسبهم، والرؤية على وجهين أحدهما: العلم وهو كثير كقوله: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى} [غافر: 29] أي: ما أعلمكم إلا ما أعلم، والآخر: الشك كقوله: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} [الحج: 2] أي: تحسبهم كذلك. ومنه قول الشاعر (?):

ترى الأكم منه سجدًا للحوافر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015