كيد (?) الله هنا: استدراجه إياهم (?). قال المفسرون: (نزلت في المستهزئين من قريش؛ قتلهم الله عز وجل في ليلة واحدة بعد أن أمهلهم حتى صاروا إلى الاغترار بطول السلامة وإسباغ النعمة) (?).
184 - وقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ}. قال أصحاب المعاني: (التفكير طلب المعنى بالقلب كطلب الشخص بالعين) (?)، وتقدير الآية {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا} فيعلموا {مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ}، كذلك قال ابن كيسان (?) وغيره، فحذف (يعلموا)؛ لأن التفكر مؤدٍ إلى العلم، فقام مقامه وأغنى عن ذكره، وذكر صاحب النظم أن بعض أهل العربية قال: (إن قوله: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا} تمام الكلام واتصاله بما قبله، وقوله تعالى: {مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ} نفي مبتدأ) (?).
وإلى هذا مال ابن الأنباري؛ لأنه قال: ({أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا} وقف التمام.