إِلَيْكَ}، أي: قد سمعت كلامك فأنا أحب أن أراك) (?)
وقوله تعالى: {قَالَ لَنْ تَرَانِي}. هذا (?) أيضًا دليل على جواز الرؤية، لأنه لو كان مستحيل الرؤية لقال: لا أرى، ألا ترى أنه لو كان في يد رجل حجر فقال له إنسان: ناولني هذا لآكل، فإنه يقول: (هذا لا يؤكل)، ولا يقول: لا تأكل، ولو كان في يده بدل الحجر تفاحة لقال: لا تأكل، أي: هذا مما يؤكل ولكنك لا تأكل.
وفي قوله: {لَنْ تَرَانِي} إبطال قول من يقول: إن موسى سأل الرؤية لقومه؛ لأنهم (?) قالوا {أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} [النساء: 153]، فسأل موسى الرؤية ليتبين لهم أن ذلك لا يجوز، وذلك أنه لو كان سؤال الرؤية لقومه لقال (?): لن يروني، ولقال موسى: أرهم (?)، فلما قال {أَرِنِي} وقيل له: {لَنْ تَرَانِي} بطل أن يكون السؤال لقومه، وقول من قال: إن (لن) (?) للتأبيد دعوى على أهل اللغة، وليس يشهد لذلك كتاب ولا نقل ولا إسناد ولا أصل (?)، ولكن معنى قول: {لَنْ تَرَانِي} أي: في الدنيا كما قال عبد العزيز