التفسير البسيط (صفحة 5170)

ليعمل فيه عمل من الأعمال، ولهذا قيل: مواقيت الحج، وهي المواضع التي (?) قدرت للإحرام به، فمعنى قوله: {فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}. أي: تم الوقت الذي قدره الله لصوم موسى وعبادته أربعين ليلة (?).

قال أبو علي الفارسي: (هذا كقولك: تم القوم عشرين (?) رجلاً، والمعنى: تم القوم معدودين هذا العدد، كذلك تم الميقات معدودًا هذا العدد (?)، وقد جاء (الميقات) في موضع (الميعاد)، كما جاء (الوقت) في موضع الوعد في قوله: {إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} [الحجر: 38]، ومما يبين تقاربهما قوله: {فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ} (?) [الأعراف: 142]، وفي الأخرى {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [البقرة: 51]، وقال: {وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ} [البروج: 2]، وقال: {إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} [الحجر: 38]، وقال: {إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} (?) [الواقعة: 50]، فإن قيل فلم قال: {فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}، وقد دل ما تقدم على هذا؟، قيل: للبيان الذي لا يجوز معه توهم (?) أتممنا الثلاثين بعشر منها. كأنه كان عشرين ليلة ثم أتم بعشر فصار ثلاثين (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015