وقوله تعالى: {وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}. قال ابن عباس: (يريد: أكرمكم من بين الخلائق أجمعين) (?).
وفي هذا قولان: أحدهما تخصيص {الْعَالَمِينَ} بأن يقال: عالمي زمانهم، وهو قول الحسن (?) والمفسرين (?)، والثاني: التفضيل (?)، وهو أن يقال: أراد بقوله: {وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} ما خصهم (?) به من الآيات وإرسال موسى وهارون نبيين منهم، وإهلاك عدوهم في البحر وإنجائهم منهم، إلى غير ذلك مما فضلوا فيه خاصًا على جميع العالمين، ثم غيرهم يفضلهم في غير هذه الآيات، مثال هذا: رجل يعلم علماً واحداً ففاخره إنسان يعلم كثيرا من العلوم ولا يعلم ذلك العلم الواحد، فصاحب العلم الواحد يفضل عليه (?) بذلك العلم الواحد، ثم يفضل صاحب العلوم