وعلى هذا معنى {فَرَّقُوا دِينَهُمْ} ما قال يمان بن رئاب: (أخذوا [ببعض] (?) وتركوا بعضًا، كما قال الله تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} (?) [البقرة: 85]، فهم خلاف المسلمين (?) الذين وصفوا بالإيمان به كله في قوله: {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ} [آل عمران: 119] وقال في وصفهم أيضاً: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ} [النساء: 150].
ومعنى قوله {دِينَهُمْ} قال مقاتل: (هو الإِسلام الذي أمروا به) (?) يعني: دينهم الذي دعوا إليه وشرع لهم، فسمى شريعة الإسلام دينهم، وإن لم يجيبوا إليه، ولم يأخذوا به؛ لأنهم قد شرع لهم ذلك، ودعوا إليه، فلهذا الالتباس الذي لهم به جاز أن يضاف إليهم، وقرأ حمزة (?) والكسائي (فارقوا دينهم) (?) أي: باينوه وخرجوا عنه، وهذا يؤول إلى معنى {فَرَّقُوا} ألا ترى أنهم لما آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه فارقوه كله، فخرجوا عنه ولم يتبعوه، وعلى هذه (?) القراءة إن تأولنا الآية في المشركين كما قال ابن