من مكذبي محمد (إلى ذلك الوقت، والمراد بهذا بيان أن المشركين والمكذبين إنما يمهلون قدر مدة الدنيا، فهم يتنعمون فيها، فإذا ماتوا أو ظهرت أمارات القيامة لم ينفعهم الإيمان؛ وحلت بهم العقوبة اللازمة لهم أبدًا. ثم قال: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} (أي: لا ينفعها الإيمان عند الآية التي تضطرهم إلى الإيمان؛ لأن الله جل وعز بعث الرسل بالآيات التي تتدبر، فيكون للمؤمن بها ثواب، ولو بعث الله على كل من لم يؤمن عذابا لاضطر الناس إلى الإيمان, وسقط التكليف والجزاء) (?) قاله أبو إسحاق.
وقوله تعالى: {قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} [الأنعام:158] قال ابن عباس: ({قُلِ انْتَظِرُوا} يا (?) أهل مكة {إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} بكم العذاب يوم القيامة، أو قبلها في الدنيا (?).