وقوله تعالى: {ذُو الرَّحْمَةِ}. قال ابن عباس: (بأوليائه وأهل طاعته) (?)، وقال الكلبي: (ذو الرحمة بخلقه، وذو التجاوز) (?)، وقال مقاتل: (ذو النعمة فلا يعجل (?) عليهم بالعذاب، -يعني: كفار مكة-).
وقوله تعالى: {وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ}. قال الكلبي: (وينشئ من بعدكم خلقًا آخر) (?) {كَمَا أَنْشَأَكُمْ} مثل ما أنشاكم، أي: خلقكم ابتداء {مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} -يعني: آباءهم الماضين-، وهذا وعيد لهم بالإهلاك (?).
134 - قوله تعالى: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ}. قال الحسن: (أي: من مجيء الساعة؛ لأنهم كانوا يكذبون بالنشأة الثانية) (?)، فيجوز أن يكون (توعدون) من الإيعاد: أي ما توعدون به من العقوبة في الآخرة، ويجوز أن يكون من الوعد، لاختلاط الخير بالشر، فيكون على التغليب، إذ مجيء الساعة خير للمؤمنين، وشر على الكافرين، وقوله تعالى: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} أي: بفائتين: يقال: أعجزني فلان، أي: فاتني وغلبني فلم أقدر عليه (?).