التفسير البسيط (صفحة 4692)

125

125 - قوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} الآية، قال الليث: (يقال: شرح الله صدره فانشرح، أي: وسع (?) صدره لقبول الخير فتوسع) (?).

وقال غيره: (شرح فلان أمره إذا أوضحه وأظهره، وشرح مسألةً إذا كانت مشكلةً فبيّنها) (?).

وقال أبو العباس عن ابن الأعرابي: (الشرح: الفتح، والشرح: البيان) (?)، فقد ثبت للشرح (?) معنيان: أحدهما: الفتح، ومنه يقال: شرح الكافر بالكفر صدرًا. أي: فتحه لقبوله، ومنه قول الله عز وجل: {وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا} [النحل: 106]. وقوله: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} [الزمر: 22] أي: فتحه ووسعه له، ومن هذا قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)} [الشرح: 1].

قال الكلبي: ({يَشْرَحْ صَدْرَهُ} قلبه ويلينه ليقبل الإسلام) (?).

والذي يدل على أن الشرح معناه: الفتح والتوسيع، وصف الكافر بضده من تضييق قلبه، وهو قوله تعالى: {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام:125]. قال المفسرون: (ولما نزلت هذه الآية سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل له: كيف يشرح صدره؟ فقال: "بنور يقذف فيه حتى ينفسح وينشرح"،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015