التفسير البسيط (صفحة 4377)

ينسبوا إلى أمر أكثر من أَفْعَلْتَ (?). قال: ويجوز أن يكون معنى {لَا يُكَذِّبُونَكَ}: لا يصادفونك كاذبًا؛ لأنهم يعرفونك بالصدق والأمانة، كما تقول: أحمدت الرجل إذا أصبته محمودًا، وأجبنته وأبخلته وأفحمته إذا صادفته على هذه الأحوال) (?)

وقوله تعالى: {وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} قد مضى تفسيره (?)، ودخلت الباء في الآيات، والجحد تعدى بغير الجار؛ لأنه أريد بالجحد التكذيب، وبهذا يطابق المعنى الأول، كأنه قيل: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ} ولكن يكذبون بآيات الله.

وقال أبو علي: ({وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} أي: برد آيات الله أو إنكار (?) آيات الله، {يَجْحَدُونَ}، أي: يجحدون ما عرفوه من صدقك وأمانتك، ومن ذلك (?) قوله تعالى: {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا} [الإسراء: 59]، أي: ظلموا بردها أو الكفر (?) بها، فكما أن الجار في قوله: {فَظَلَمُوا بِهَا} من صلة ظلموا، كذلك يكون من صلة الظلم في قوله: {وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}، و {يَجْحَدُونَ} محذوف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015