النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سمع تكذيب قومه إياه توقع ما يخاطبه الله تعالى في ذلك فقال: {قَدْ نَعْلَمُ} ذلك تسلية وتعزية عما يواجه به قومه (?).
قال ابن عباس في هذه الآية: (يريد تعزية النبي - صلى الله عليه وسلم - وتصبيره فيما تقول (?) قريش من تكذيبهم إياه) (?).
وقوله تعالى {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ}. دخلت الفاء (?) في (إنهم) لاقتضاء الكلام الأول هذا (?)، كأنه قيل: إذا كان قد يحزنك الذي يقولون فاعلم أنهم لا يكذبونك. واختلفوا في معنى قوله: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ} فقال ابن عباس: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ} في السر قد علموا أنك صادق: {وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} بمحمد والقرآن في العلانية) (?)، وهذا قول أكثر المفسرين: أبي صالح (?) وقتادة (?) والسدي (?) ومقاتل، قالوا: (هذا في المعاندين الذين عرفوا صدق محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأنه غير كاذب فيما يقول، ولكن عاندوا وجحدوا).