التفسير البسيط (صفحة 4348)

وقوله تعالي: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} اختلف القراء في قوله: {وَلَا نُكَذِّبَ} و {وَنَكُونَ} فقرئ رفعًا ونصبًا (?).

وللرفع وجهان: أحدهما: أن يكون معطوفًا على {نُرَدُّ} {وَلَا نُكَذِّبَ}، {وَنَكُونَ} داخلا في التمني دخول {نُرَدُّ} فيه، فعلى هذا قد تمنوا الرد، وأن لا يكذبوا، والكون من المؤمنين. [و] (?) الوجه الثاني: أن تقطع {وَلَا نُكَذِّبَ} وما بعده من الأول، فيكون التقدير على هذا: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ} ونحن {وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} ضمنوا أنهم لا يكذبون، والمعنى: يا ليتنا نرد ونحن لا نكذب بآيات ربنا رددنا أو لم نردّ: {وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} أي قد: عاينا وشاهدنا ما لا نكذب معه أبدًا.

قال سيبويه: (هو على قولك: فإنا لا نكذّب كما تقول: دعني ولا أعود، أي: فإني ممّن لا يعود، فإنما (?) يسألك الترك، وقد أوجب على نفسه أن لا يعود، تُرك أو لم يُترك، ولم يُرد أن يسألك أن يجمع له الترك وأن لا يعود) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015