وقوله تعالى: {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ}، قد ذكرنا معاني جعل (?) في قوله تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ} [المائدة: 103]، و {جَعَلَ} هاهنا بمعنى خلق، كقوله: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: 30]. قال ابن عباس: ({وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ}: ظلمة الشرك، وظلمة النفاق، وظلمة الكفر، وظلمة العصيان، {وَالنُّورَ} يريد: نور الإِسلام، ونور الإيمان, ونور النبوة، ونور اليقين) (?). وقال الحسن: (يعني الكفر والإيمان) (?). وقال السدي: (يعني الليل والنهار) (?) وهو اختيار الزجاج (?)، والأولى أن يكون هذا عامًّا في كل ظلمة ونور؛ لأن جميع ذلك مخلوق لله تعالى (?).