التفسير البسيط (صفحة 4233)

ابن عباس والسدي (?)، وقال عامة المفسرين: من بعد صلاة العصر (?)، وعلى هذا قال ابن قتيبة: خص هذا الوقت؛ لأنه قبل وجوب الشمس، وأهل الأديان يعظمونه، ويذكرون الله فيه، وَيتَوقَّون الحلف الكاذب وقول الزور، وأهل الكتاب يصلون لطلوع الشمس وغروبها (?).

وقال ابن الأنباري: قالوا: إنما أمرنا باستحلاف الشاهِدَين بعد صلاة العصر، لأنه وقت تعظمه اليهود والنصارى وغيرهم من أهل الملل، فندبنا الله إلى استحلافهم في الوقت الذي يشرفونه، ويعظمونه، ويتجنبون فيه الأكاذيب.

وقوله تعالى: {فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ}، الفاء لعطف جملة على جملة، قال أبو علي: وإن شئت جعلت الفاء للجزاء كقول ذي الرُّمة:

وإنسانُ عيني يَحْسِرُ الماءُ مرَّةً ... فيبدو وتاراتٍ يَجُمُّ فَيَغْرَقُ (?)

تقديره إذا حَسَرَ بدا، وكذلك إذا حبستموهما أقسما (?).

وقوله تعالى: {إِنِ ارْتَبْتُمْ}، أي في قول الآخَرين الّذَين ليسا من أهل من ملتكم، وغلب على ظنكم خيانتهما.

قال أبو بكر (?): والشرط متعلق بـ (تحبسونهما)، كأنه قال: إن ارتبتم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015