التفسير البسيط (صفحة 4107)

60

فاسقون، أي: تنقمون منا ذلك لأن أكثركم فاسقون. والواو زائدة (?) كما زيدت في غيرها من المواضع (?).

وقال غيره: إنما نقموا على المسلمين فسقهم؛ لأنهم لم يتابعوهم عليه.

وقال بعضهم: لما ذكر ما نقم اليهود عليهم من الإيمان بجميع الرسل، وليس هو مما يُنقم، ذكر في مقابلته فسقهم وهو مما يُنقم، ومثل هذا حسن في الازدواج، يقول القائل: هل تنقم مني إلا أني عفيف وأنك فاجر، وإلا أني غني وأنت فقير، فحسن ذلك لإتمام المعنى بالمقابلة.

ومعنى: {وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ} أي خارجون عن أمر الله طلباً للرئاسة وحسداً على منزلة النبوة (?).

والمراد بالأكثر: من لم يؤمن منهم؛ لأن قليلاً من أهل الكتاب آمن.

وذكر أبو علي الجرجاني قولاً آخر في قوله: {وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ} قال: تجعله منظوماً بقوله: {آمَنَّا بِاللَّهِ} على تأويل: آمنا بالله وبأن أكثركم فاسقون، فيكون موضع (أن) خفضاً بالياء.

60 - قوله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً}، هذا جواب لليهود حين قالوا: ما نعرف ديناً شراً من دينكم. كما حكينا (?)، يقول الله تعالى لنبيه قل لليهود: هل أخبركم بشر مما نقمتم من إيماننا ثواباً، أي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015