فيه أن من كان مؤمناً غضب لإيمانه على من طعن فيه، وكافأه بما يستحقه من المقت له (?).
58 - قوله تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا}.
أي: دعوتم الناس إليها بالأذان (?).
والنداء: الدعاء برفع الصوت، وندى الصوت: بعد مذهبه (?)، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - لصاحب الرؤيا بالأذان: "ألقها على بلال، فإنه أندى صوتاً منك" (?).
وقوله تعالى: {اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا}، ذكر أهل المعاني فيه قولين: أحدهما: أنهم كانوا إذا أذن المؤذن للصلاة تضاحكوا فيما بينهم وتغامزوا على طريق السخف والمجون، تجهيلاً لأهلها وتنفيراً للناس عنها وعن الداعي إليها (?).
وهذا معنى قول الكلبي قال: كان إذا نادي منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة وقام المسلمون إليها، قالت اليهود: قد قاموا لا قاموا، فإذا رأوهم سجدوا أو ركعوا استهزؤوا وضحكوا منهم (?).