وقوله تعالى: {أَهَؤُلَاءِ}، يعني: المنافقين، قاله ابن عباس، والكلبي (?)، {أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}، قال عطاء: حلفوا {بِاللهِ} بأغلظ الأيمان (?)، ونصب {جَهْدَ} لأنه مصدر، أي: جهدوا جهد أيمانهم، وقال أبو إسحاق: أي: يقول المؤمنون للذين باطنهم وظاهرهم واحد: أهؤلاء الذين حلفوا وأكدوا أيمانهم أنهم مؤمنون، وأنهم معكم وأعوانكم على من خالفكم. {حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} أي: ذهب ما أظهروه من الإيمان، وبطل كل خير عملوه بكفرهم وصدهم عن سبيل الله، كما قال تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 1] (?)، وقال الكلبي: "بطلت حسناتهم" (?).
وقوله تعالى: {فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ} [المائدة: 53]، قال عطاء عن ابن عباس: "خسروا الدنيا والآخرة، أما الدنيا فليس هم من الأنصار، وأما الآخرة فقرنهم الله مع الكفار" (?).
وقال الكلبي: {فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ} مغبونين بأنفسهم ومنازلهم في الجنة، وصاروا إلى النار، وورثها المؤمنون (?).