والآية بإطلاقها فاضحة للقدرية في التعديل والتجويز، وقولهم بوجوب الرحمة على الله للمطيع، ووجوب العذاب للعاصي، حيث فوض الأمر فيهما إلى المشيئة.
41 - قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} (قال أبو إسحاق: أي لا يحزنك مسارعتهم في الكفر) (?)، إذ كنت موعود النصر عليهم (?).
وقوله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ}. قال ابن عباس: هم المنافقون (?).
وقوله تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا}. قال ابن عباس: يريد بني قينقاع (?).
وقال مقاتل: يعني: يهود المدينة (?).
وقوله تعالى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ}:
لو شئت جعلت تمام الكلام عند قوله: {وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا} ثم ابتدأت فقلت: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ}، أي: هم سماعون للكذب أي: المنافقون واليهود سماعون للكذب.
وإن شئت كان رفع {سَمَّاعُونَ} على معنى: ومن الذين هادوا