والقول الأول أولى؛ لأنه أعم في التحليل، وعليه أكثر العلماء.
وقوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ}.
قال الزجاج وغيره: يريد: وصيد ما علمتم من الجوارح، فحذف الصيد وهو مراد في الكلام؛ لدلالة الباقي عليه، وهو قوله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ} ولأنهم سألوا عن الصيد (?).
هذا قول جميع أهل المعاني (?).
ويجوز أن يقال: قوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْتُمْ} ابتداء كلام وخبره: {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ} فيصبح الكلام من غير حذف وإضمار، وهو قول حسن.
وأما الجوارح: فهي الكواسب من الطير والسباع ذوات الصيد، والواحدة جارحة، والكلب الضاري جارحة، سميت جوارح؛ لأنها كواسب أنفسها، من: جرح واجترح، إذا اكتسب (?).
قال ابن عباس في رواية عطاء: يريد الطير تصيد، والكلاب، والفهود، وعناق الأرض (?)، وسباع الطير، مثل: الشاهين والباشِق (?)