قال العلماء: إن الله تعالى أنزل في الكلالة آيتين، إحداهما في الشتاء وهي التي في أول هذه السورة، والأخرى في الصيف، وهي هذه الآية، ولهذا تسمى هذه الآية آية الصيف (?).
ونزلت هذه الآية والنبي - صلى الله عليه وسلم - مُتجهز للحج، فهي من آواخر ما نزل من القرآن (?). فقد نزلت في الكلالة آيتان.
والمراد بالكلالة في الآية الأولى: الموروث، والمراد في هذه الآية بالكلالة الوارث، وكل وارث سوى الوالد والولد كلالة، وكذلك كل موروث سواهما.
وعند ابن عباس وأكثر المفسرين نزلت هذه الآية في جابر بن عبد الله، مرض بالمدينة فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - عائدًا، فقال: "يا رسول الله: إني كلالة، ولا أب لي ولا ولد، فكيف أصنع في مالي؟ ". فأنزل الله هذه الآية (?).
وفي رواية أخرى: "فقلت: إني رجل ليس يرثني إلا كلالة" وكان له تسع أخوات (?). قال ابن عباس في قوله: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَة} يريد من ليس له ولد ولا والد.
فعلى هذا المراد بالكلالة: الموروث، وهو الظاهر؛ لأنه قال بعد هذا: {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ} وهذا ابتداء الفتوى في الكلالة، وقد بدأ بذكر الموروث.