وقوله تعالى: {وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} لأنه لا يتعذر عليه ولا يضره، ولأنه قادر على أن يخلق لهم العذاب والألم شيئًا بعد شيء إلى ما لا يتناهى، وذلك أنه لما وصف أنه لا نهاية لخلودهم في جهنم بين أنه لا يتعذر ذلك عليه.
170 - قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} قال ابن عباس: يريد المشركين (?). {قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ} قال: يريد بالهدى والصدق (?). وقال الكلبي: بشهادة أن لا إله إلا الله (?).
والباء في {بِالحَقِّ} معناه التعدية، وهو في موضع الحال على معنى: جاء ومعه الحق (?).
وقوله تعالى: {فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ} قال الفراء: {خَيْرًا} منصوب باتصاله بالأمر، لأنه من صفة الأمر، ويستدل على ذلك بجواز الكناية عن الأمر قبل الخبر، كقولك: اتق الله هو خير لك، أي الاتقاء خير لك، فإذا سقطت (هو) اتصل (خير) بما قبله وهو الأمر، والأمر معرفة فنصب. هذا معنى كلامه (?).
مفهوم هذا أنه انتصب على القطع لأنه كان يجب أن يكون مرفوعًا بهو، فلما حذفت نصب باتصاله بالمعرفة، كقوله: {وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا}