لم يُجز إدغام الراء في اللام؛ لأن الأنقص يدغم في الأفضل.
ويجوز الإظهار في: {بَلْ رَفَعَهُ}، لأن اللام والراء من كلمتين.
ومعنى {رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} أي إلى الموضع الذي لا يجري لأحد سوى الله فيه حكم، وكان رفعه إلى ذلك الموضع رفعًا إليه، لأن رفع عن أن يجري عليه حكم أحد من العباد، كقوله: {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [البقرة: 210] (?) ولم تخرج الأمور اليوم من حكمه فترجع إليه، ولكن المعنى أنَّ الأمور تصير بحيث لا يجري لأحد حكم فيها حقيقة ولا مجازًا سوى الله تعالى يوم القيامة.
يؤكد ما قلنا أنَّ الحسن قال: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} إلى السماء (?). كما قال: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [النساء: 100] وكانت الهجرة يومئذٍ إلى المدينة، وكذلك ما أخبر به عن (إبراهيم) (?) في قوله: {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي} [الصافات: 99] وكان ذاهبًا إلى الشام، فجعل ذهابه إلى الموضع الذي أمره ربه ذهابًا إلى ربه.
{وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا} في اقتداره على نجاة من يشاء من عباده.
{حَكِيمًا} في تدبير في النجاة.
159 - قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} الآية. (وَإِن) بمعنى: ما النافية.
قال الزجاج: والمعنى: وما فيهم أحدٌ إلا ليؤمنن به، وكذلك قوله: