{وَلَوْ رَدُّوهُ} يعني أمورهم في الحلال والحرام، {إِلَى الرَّسُولِ} في التصديق به، {وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ} يعني حملة الفقه والحكمة، {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} يعني الذين يفحصون عن العلم (?).
فعلى هذا القول قوله: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} معناه كما ذكرنا في القول الأول.
وقوله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ}. الكناية لا تعود إلى الأمر كما عادت إليه في القول الأول، لكنها عائدة إلى غير مذكور، وهو ما يعرض لهم من أمر يحتاجون فيه إلى بيان الرسول وأولي العلم من الصحابة، كأنه قيل: ولو ردوا ذلك الذي عرض لهم إلى الرسول وإلى حملة الفقه لعلموه وأخبروا بما فيه من الصواب (?).
والكناية عن غير مذكور كثيرة إذا كان في الكلام دليل على ما لم يذكر.
ونحو هذا قال الحسن وقتادة وابن جريج وابن أبي نجيح في {أُولِي الْأَمْرِ} أنهم أهل العلم والفقه (?). وهذا اختيار ابن كيسان، فإنه يقول في قوله: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ}: أي لو طلبوا علمه من الرسول وعلمائهم الراسخين في العلم، لعلموا صواب ذلك وخطأه (?).