وقال عطاء: {كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ} عن قتال عبدة الأصنام؛ لأنَّ الله لم يأمر بقتالهم (?). وقال ابن إسحاق: كان المسلمون قبل أن يؤمروا بالقتال قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لو أذنت لنا أن نقاتل المشركين. فأمروا بالكف، وأداء ما افترض عليهم غير القتال، وهو قوله: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} (?).
وقوله تعالى: {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ}. قال ابن عباس: فرض عليهم القتال بالمدينة.
وقوله تعالى: {إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ}. قال: يعني عذاب الناس القتل {كَخَشْيَةِ اللَّهِ} (?). وهو مصدر مُضاف إلى المفعول (?).
{أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً}. قال ابن عباس: أو أكثر خشية (?).
وقال الحسن: من صفة المؤمنين لما طُبع عليه البشر من المخافة، لا على كراهة أمر الله بالقتال (?).
ودخلت {أَوْ} ههنا من غير شك، ومعناه الإبهام على المخاطب بمعنى أنهم على إحدى الأمرين من المساواة أو الشدَّة -وهذا أصل {أَوْ} (?) - وهو بمعنى أحد الأمرين على الإبهام (?).