التفسير البسيط (صفحة 3334)

وقوله تعالى: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا}. قال الفراء (?) والزجاج: المعنى فإن طابت أنفُسهن لكم عن شيء من الصداق (?)، فنقل الفعل من الأنفس إليهن، فخرجت النفس مُفسّرة كما قالوا: أنت حسنٌ وجهًا، والفعل في الأصل للوجه، فلما حُوّل إلى صاحب الوجه خرج الوجه مفسّرًا لموقع الفعل. (ومثله: قررتُ به عينًا، وضقتُ به ذرعًا) (?)

ووحد النفس (?)؛ (لأن المراد به بيان موقع الفعل وتفسير له، وذلك يعرف بالواحد دون الجميع. ومثله: عشرون درهما) (?).

قال الفراء: ولو جمعت كان صوابًا (?)، كقوله: {بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} [الكهف: 103]، وقوله تعالى: {مِنْهُ} (مِن) ليست ههنا للتبعيض، بل هي للتجنيس، والتقدير: عن شيء من هذا الجنس الذي هو مهر، كقوله: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} [الحج: 30]، وذلك أن المرأة لو طابت نفسُها عن جميع المهر حل للزوج أخذه كله.

والخطاب في: {لَكُمْ} يجوز أن يكون للأولياء، ويجوز أن يكون للأزواج، على ما ذكرنا من القولين في قوله: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015