قال أبو عبيد: وتقول في الكلام: (لَئِن أحسنتَ إِليَّ؛ لأحْسِنَنَّ إليك) -بالنُّونِ-. فإذا حُلْت بينهما بالصفة (?)، قلت: (لَئِن أحسنتَ إليَّ، لإليكَ أُحْسِن) -بغير نُونِ-. كما في الآية-، لأن اللام قد تحولت إلى الصفة (?).
159 - قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ}.
أكثر النحويِّينَ على أنَّ (ما) -ههنا- صِلَةٌ (?)، لا تمنع الباءَ مِن عَمَلِها فيما عملت فيه، وهي مع كونها صلةً، تُحْدِثُ معنى التأكيد (?) وحُسْن النَّظْم. وهي كثيرةٌ في القرآن؛ كقوله: {عَمَّا قَلِيلٍ} [المؤمنون: 40]، و {جُندٌ مَّا} [ص: 11]، {فبَمَا نَقضِهِم} [النساء: 155]، {مِمَّا خَطَايَاهُمْ} (?) [نوح: 25].