منهم لِقَتْلِ (?) مَن قُتِلَ مِنَ الرِّبَيِّينَ، لأن مَنْ قُتِلُوا لا يُوصَفُونَ بِأَنَّهُمْ (ما وَهَنُوا).
وحُجّة هذه القراءة: أنَّ هذا الكلامَ، اقتصاصُ ما جرى عليه سَيْرُ (?) أُمَمِ الأنبياء -عليهم السلام- قبلهم؛ لِيَتَأَسَّوا بهم. وقد قال: {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: 144].
ومَنْ قَرَأَ: {قَاتَلَ}، جاز فيه الوجهان اللذان ذكرنا في {قُتِلَ}، مِن إسناد القِتَالِ إلى {نَّبيٍّ}، أو إلى {الرِّبِّيِّينَ}.
وحُجَّةُ هذه القراءة: أنَّ المُراد بهذه الآية مدح الطائفة الذين مع النَّبِيِّ، بالقتال والثَّبَاتِ على ما كان عليه نَبِيُّهُمْ. والقتال أَلْيَقُ بهذا المعنى مِنَ القَتْلِ، فَحَصلَ مِن هذا أنَّ قوله: {وَكَأَيِّنْ}، موضع الكاف الجَارَّةِ مع المجرور، رَفْعٌ بالابتداء، كما أنَّ موضع (لَهُ كَذَا وَكَذَا)، رَفْعٌ. وخَبَرُهُ: {قُتِلَ}؛ إذا أسندت القَتْلَ إلى {نَبِيٍّ}. وإذا لم يُسنَدْ القَتلُ إليه، كان قولُه: {قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ}: صِفَةً لـ {نَبِيٍّ}، وتُضمِرُ للمبتدإ خَبَرًا؛ بتقدير: (كَأيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قُتِلَ معه رِبِّيُّونَ كثيرٌ قبلكم أو مضى). وما أشبهه من التقدير.
وهذا الذي ذكرنا في هذه الآية: قولُ الفَرَّاء (?)، والزجَّاج (?)، وأبي علي (?)، وجميع مَن يُوثَقُ بِعِلْمِهِ في النحو (?).