وجائز أن يكون معنى] (?) {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ} أي: لا يكلمهم بكلامٍ يَسُرُّهم. ونفى الكلامَ أصلًا لأنه يتضمن (?) معنى الغضب؛ كما يقال: (فلان لا يكلم فلانًا)، تأويله: أنه غضبان عليه، وإنْ كلمه بكلام سوء، لم ينقض ذلك.
وقوله تعالى: {وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ}. أراد: نظر الرحمة؛ كما يقال: (نظر فلان لفلان)، و (نظر الأمير لرعيته): إذا رحمهم، وبهذا فسره ابن عباس، فقال (?): يريد: لا (?) يرحمهم.
وروى جعفر بن سليمان الضُّبَعِي (?) عن أبي عِمْران (?) الجَوْني (?)، أنه قال (?): ما نظر الله عز وجل إلى شيء إلاَّ رَحِمَه، ولو قضى أن ينظر إلى أهل النار لرحِمَهُم؛ ولكن قضى أن لا ينظرَ إليهم. ومضى الكلام في معنى تزكية الله.