التفسير البسيط (صفحة 2520)

وصفته، وبيان ما جاء في شأنه.

يعني: أنهم ما اختلفوا إلَّا بعد صحة علمهم بنبوَّتِه، وإذا كان الاختلاف بعد العِلْم، كان ذلك أبلغ في الكفر والعناد، ودليل هذا التأويل قوله في سورة البقرة: {وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} [البقرة: 213].

وقوله تعالى: {بَغْيًا بَيْنَهُمْ} معنى البغي: طَلَبٌ للاستعلاء (?) بالظلم. أخبر الله تعالى عن عِلَّةِ اختلافهم، فقال: فعلوا ذلك طلبًا للرئاسة، وحسدًا له على النُبُوَّةِ. فانتصب (?) {بَغْيًا} في قول الأخفش (?) على تقدير: {وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} (?).

وقال الزجَّاج (?): والذي هو الأجود؛ أن يكون {بَغْيًا} منصوبًا بما دلَّ عليه: {وَمَا اخْتَلَفَ}. فيكون المعنى: اختلفوا بغيًا بينهم.

قال أبو علي (?): وجهُ قولِ الأخفش: أنَّ {بَغْيًا} انتصب (?) على أنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015