مَنْ نَظِيرُ زيد؟ فيقول قومٌ: نحن نظيرُه (?)؛ كأنهم حَكَوا ذلك اللفظ. وهذا على قولهم (?): دَعْنِى مِنْ (تَمْرَتان) (?)؛ أي: مِمَّا يقالُ له (تمرتان).
قال أبو بكر (?): وقولُ الأخفش بِعيدٌ مِنَ الصواب في الآية؛ لأن الإضمار لمْ يَقُمْ عليه دليلٌ، ولم تَدْعُ إليه حاجةٌ. وقيل (?): أراد: كل آية منهنّ أمُّ الكتاب؛ كما قال: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً} [المؤمنون: 50]؛ أي: كلُّ واحدٍ منهما آية (?).
قال العلماءُ، وأصحابُ المعاني: معنى قوله: {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} أي: أصلُ الكتاب الذي يُسْتَدَلُّ به على المتشابه وغيره مِنْ أمور الدين. فإذا وردت الآية المتشابهة رُدَّت إلى المحْكَمَةِ، فكانت المُحْكَمَةُ (?) مُفَسِّرَةً لها، وقاضِيَةً على معناها.
فـ {أُمُّ الْكِتَابِ} معناه: أصل الكتاب الذي ترجع إليه التأويلات، وتضم جميع المعاني، لأن الأم يرجع إليها بنوها فتضمهم.