التفسير البسيط (صفحة 2386)

وهذا أحسن ما قيل في (?) تفسير هذه الآية (?)، وذلك أن الوُسع دون الطاقة، والله تعالى كلفنا دون طاقتنا تفضلًا (?) منه، وقد روي عن سفيان بن عيينة أنه قال في قوله: {إلَّا وُسْعَهَا} أي: إلَّا يُسْرَها لا عُسْرها، ولم يكلفها طاقتها، ولو كلفها طاقتها لبلغ المجهود (?).

وتقول القدرية: إن الله تعالى أخبر أنه لا يكلف العبد إلا ما يسعه، وإذا كلفه الإيمان وقضى عليه الكفرَ فقد كَلَّفَهُ ما لا يسعه، فيقال لهم: يلزمكم مثلُ هذا في العِلْم، لأنكم توافقوننا على أن الله تعالى إذا سبق في مَعْلُومه أن فلانًا يموت كافرًا فلا سبيل له إلى تبديل معلومه، فإذا كلفه الإيمان فقد كلفه ما لا يطيق، وهذا معنى قول الشافعي، رضي الله عنه: إذا سلمت لنا القدرية العلم خُصموا (?).

وقوله تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَت وَعَلَيهَا مَا أكْتَسَبَت} الصحيح عند أهل اللغة: أن الكسب والاكتساب واحد، لا فرق بينهما، قال ذو الرمة:

أَلَفَى أَبَاه بذاكَ الكَسْبِ يَكْتَسِبُ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015