أحدهما: أن يكون الدخول غاية للسير، والسير والدخول قد مضيا جميعًا، والمعنى: سرت (?) إلى دخولها، وقد مضى (?) الدخول. وعلى هذا نصب (يقول) في الآية، المعنى: وزلزلوا إلى أن يقول الرسول، فكأنه حتى قول الرسول.
والوجه الآخر في النصب: أن يكون السير قد وقع والدخول لم يقع، ويكون المعنى: سرت كي أدخلها، وليس هذا وجه نصب الآية (?). ورفع ما بعد حتى على وجهين.
فأحد الوجهين: هو وجه (?) الرفع في الآية، كما تقول: سِرتُ (?) حتى أَدْخُلُها، وقد مضى السير والدخول، كأنه بمنزلة قولك: سِرت فادخلها بمنزلة سرت فدخلتها، وصارت (حتى) هاهنا مما لا يعمل (?) في الفعل شيئًا؛ لأنها تلي الجمل تقول: (?) سرت حتى إني (?) كالٌّ، وكقوله:
فيا عَجَبًا حتى كُليبٌ تَسُبُّني (?)