وقوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} أشار إلى الأحكام التي ذكرها في هذه الآية. وأما معنى الحد، فقالَ الليثُ: فَصْل ما بينَ كلِّ شَيْئين: حد، ومنتهى كل شيء حدُّه.
قال الأزهري: ومن هذا: حدود الأرضين، وحدود الحرم.
قال أهل اللغة: أصل الحد: الصرفُ والمنعُ عن (?) ومنه يقال للمحروم: محدودٌ؛ لأنه ممنوع عن الرزق، ولهذا قيل للبواب: حدَّاد؛ لأنه يمنع الناس من الدخول، قال الأعشى:
وقُمْنا ولَّما يَصِحْ ديكُنَا ... إلى جَوْنَةٍ عند حَدَّادها (?).
يعني: صاحبها الذي يحفظها ويمنعها (?)، والجونة: الخابية، ومنه قول النابغة:
...... فاحدُدْها عن الفَنَد (?)