ويجوز أن يكون مضافًا إلى الفاعل على معنى "هم يؤلفون" أي يهيئون ويجهزون، قال الفراء (?)، وابن الأعرابي (?): ويجوز أن يكون الإيلاف مطاوعًا، فيكون مضافاً (?) إلى الفاعل، على معنى: لتألف قريش رحلتيها، ولتألف (?) قريش الرحلتين فتتصلا ولا ينقطعا. ويؤكد هذا الوجه قراءة من قرأ: "لإلالف قريش" و"لإيلافهم"، فإن هذين المصدرين للمطاوع، وقد حصل في هذا ثلاثة أقوال:
أحدها: لتولف قريش رحلتيها.
والثاني: لتؤلَفَ قريش رحلتيها.
والآخر: لتألف قريش رحلتيها.
(وذكر ابن الأعرابي بيان الإيلاف وكيفيته فقال: أصحاب الإيلاف أربعة إخوة: هاشم، وعبد شمس، والمطلب، ونوفل بن عبد مناف (?)، كانوا يؤلفون الجوار يجيرون قريشًا بميرهم (?)، وكانوا يُسَمَّوْن المجبِرِين، فأما هاشم فإنه أخذ حبلًا من ملك الروم، وأخذ نوفل حبلًا من كسرى (?)، وأخذ عبد شمس حبلًا من النجاشي، وأخذ المطلب حبلًا من ملوك حمير،